يناير عيد وثني روماني يحتفي بالإله يانوس
بقلم: محمد مقنع
تحتفل دول شمال افريقيا والشرق الاوسط في الأسبوع الثاني من شهر يناير من كل سنة ببداية السنة الرومانية؛ وهي المناسبة التي دأبت شعوب المنطقة على تخليدها منذ قرون طويلة، تعود لفترة الاحتلال الروماني. ففي مدن وقرى الساحل السوري يحتفل بهذه المناسبة في 14 يناير/ كانون الثاني، ويطلق علىها اسم عيد القوزلي، الذي يرتبط بطقوس اجتماعية مميزة وممارسات فريدة.
القوزلي هي مناسبة تعود لحقبة ما قبل الاسلام والمسيحية، حيث كانت الشعوب الخاضعة لروما تحيي ليلة رأس السنة على التقويم اليولياني (نسبة إلى يوليوس قيصر)، الذي كان معمولا به منذ سنة 45 قبل الميلاد، إلى أن تم تعديله من قبل البابا غريغوريس الثالث. وقد ظل أهالي المنطقة يخلدون هذا العيد بسبب قدمه وارتباطه في الوعي الجمعي بطقوس مغرقة في القدم.
يبدأ التحضير في سوريا لهذه المناسبة في 13 يناير/ كانون الثاني، الذي تذبح فيه الاضاحي وتحضر فيه اطباق من الحبوب كالكبة والبرغل والفطائر والكعك والمعجنات المحشوة وغيرها. وكما في كل الاحتفالات التي تحمل بعدا دينيا وثنيا، تشعل النيران وتقام طقوس التطهير بالماء. يقول الباحث جورج كدر: "عادة ما يكون لإضرام النار بعد تطهيري، فهي تضرم، وفي بعض الأحيان يقفز الأشخاص فوقها، كممارسة رمزية لطرد الأرواح الشريرة".
وبقي هذا التقليد الوثني عرفا سائرا بين جميع مكونات سكان شمال افريقيا والشرق الاوسط إلى غاية 1980. السنة التي شهدت أحداث ما يعرف بالربيع البربري، وهي حركة احتجاجية ذات بعد ثقافي شهدتها منطقة القبائل بين مارس وأبريل 1980، رفعت خلالها مطالب سياسية عديدة؛ من بينها ترسيم ما يسمى زورا وبهتانا ب"رأس السنة الاماسيخية" التي لم تكن تعرف من قبل سوى برأس السنة الفلاحية او العجمية او الرومانية.
وكان البربري المزور البئيس عمار نقادي، المنحدر من منطقة الشاوية، هو أول من وضع هذا التقويم الصبياني الخرافي المسروق من الرومان، حين نشر بحثا عن طريق جمعيته "ثديوت ناغريف اماسيخ" اعلن فيه إطلاق التقويم الاضحوكة لتخليد الانتصار الوهمي لشيشنق على رمسيس الثالث سنة 950 قبل الميلاد. الرواية الغير المتماسكة تاريخيا، كون وفاة الملك الفرعوني رمسيس الثالث وقعت سنة 1155 قبل الميلاد، أي قبل قرنين من جلوس شيشنق على عرش مصر.
ويأتي هذا ليؤكد أن ما يروجه مجهولي الهوية مخلفات شعوب الأرض ليس راسخا في التاريخ، وانما مجرد أوهام واضغاث أحلام يتمتمونها كالمراة المسكونة بالجن للتنفيس عن الامهم وامراضهم النفسية.
سمي شهر يناير تكريما ليانوس، إله سماوي كان يعبد قبل تأسيس روما. نقل الشاعر الروماني أوفيد (Publius Ovidius Naso) عن يانوس قوله: "لقد وصفني القدماء بالفوضى، لأنني مغرق في القدم." بعد وصف خلق العالم ، اقتبس مرة أخرى من يانوس قائلا: "عندها، كنت، في ذلك الزمان، مجرد كرة، كتلة عديمة الشكل، أتخذت وجه وأعضاء إله." وصف يوانيس (Ioannes Laurentius Lydus) الاله يانوس بالكوكب عندما كتب: "مدننا لا تزال تحتفظ بأثار الايمان/الاعتقاد القديم. في اليوم الأول من الشهر، يسير موكب تكريما ليانوس، مرتديا ملابسه وقناعًا ذا وجهين، ويسميه الناس ساتورنوس، وعرفوه بـ كرونوس". اعتقد الرومان الأوائل أن بداية كل يوم وشهر وسنة مقدسة ليانوس. ظنا منهم أنه فتح أبواب الجنة عند الفجر لإخراج الشمس، ثم أغلقها عند الغسق. أدى هذا في النهاية إلى عبادته كإله لجميع الأبواب والبوابات والمداخل.
وطوال شهر يناير كان الرومان يقيمون طقوسا لتمجيد يانوس او الهة أخرى ك (Aesculapius, Vēiovis, Lares, Vica Pota, etc) عبر تقديم الاضاحي وإقامة المهرجانات والاحتفالات.
اذا لم تواجهوا مجهولي الهوية شتات شعوب الأرض البدائية سراق التاريخ والحضارات، الذين قال عنهم من صنع لهم تخاريفهم:
اساس اللغة البربرية ليس سوى رطانة شعب متوحش، اذ ليس لديها أي مصطلحات للتعبير عن الافكار المجردة، وهي ملزمة باستعارتها من اللغة العربية. الانسان لا يخضع للكسل أو الموت. هو كسلان، هو ميت. الخبز ليس له استدارة، إنه دائري. لغة هؤلاء الشعوب لا تؤمن لهم سوى مصطلحات عملية للتعبير عن الصفات الموحدة لمواضيعهم، وهي كافية لأناس تجبرهم طغيان السهول على العيش معزولين في جبالهم، والحسد والمصلحة تدفعهم دائما الى الدخول في حروب مع سكان الجبال المجاورة.
البربر ليس لديهم أي حروف عطف تستجيب للخاصة بنا، وأجزاء الكلمات غير مترابطة. لقول꞉ يأكل ويشرب، يقولون꞉ يأكل، يشرب. العادة علمتهم تركيب جمل قصيرة للتعبير عن احاسيسهم المحصورة تقريبا باحتياجات الحيوانات.
Jean-Michel Venture de Paradis: Grammaire et dictionnaire abrégés de la langue berbère
Le fond de la langue berbère n'est que le jargon d'un peuple sauvage, elle n'a pas de termes pour exprimer les idées abstraites, et elle est obligée de les emprunter aux Arabes. L'homme n'est pas sujet à la paresse, à la mort; il est paresseux, il est mort; le pain n'a pas de rondeur, il est rond. La langue de ces peuples ne leur fournit que des termes concrets pour exprimer des qualités unies à leurs sujets, et c'est autant qu'il en faut à des Hommes que la tyrannie des plaines oblige à vivre isolés dans leurs montagnes, et que la jalousie et l'intérêt mettent toujours en guerre avec les habitants des montagnes voisines.
Les Berbères n'ont aucune conjonction qui réponde à notre, et les parties de l’oraison ne sont pas liées. Pour dire : il boit et il mange, ils disent: il boit, il mange. L'habitude leur apprend à faire des phrases courtes pour exprimer leurs sensations, bornées presque aux seuls besoins des animaux.
وأضاف عنهم:
هذه الشعوب لا تعرف استخدام الاقفال، ولا حتى تلك الخشبية المستعملة في مصر وسوريا. ابوابهم لا يمكن غلقها الا من الداخل، عن طريق عارضة خشبية، حيث يبقى دائما شخص في المنزل من اجل حراسته. هناك أيضا الكثير في هذه الجبال من لا يعرف الولاعات ولا حتى الامادو (فطر قابل للاشتعال يستعمل لإضرام النار منذ عصور ما قبل التاريخ). يحتفظون بالنار وعندما تنطفئ، يذهبون للبحث عنها في المنزل المجاور، وفي بعض الأحيان في أقرب قرية. يستعملون فقط الخشب للإضاءة في الليل، ولا يملكون لا مصابيح، ولا شموع.
Jean-Michel Venture de Paradis: Grammaire et dictionnaire abrégés de la langue berbère
Ces peuples ne connaissent pas l'usage des serrures, pas même de celles en bois dont on se sert en Egypte et en Syrie. Leurs portes ne peuvent se fermer qu'en dedans, par le moyen d'une barre de bois, de sorte qu'il reste toujours quelqu’un a la maison pour la garder. Il y a aussi beaucoup de de ces montagnes ou l’on ne connait pas les briquets ni l’amadou. Ils conservent du feu, et, lorsqu’il s’éteint, ils vont en chercher à la maison voisine, et quelquefois au plus prochain village. Ils ne s’éclairent, pendant la nuit, qu’avec du bois allumé, et ils n’ont ni lampe, ni chandelle.
بالعلم وحقائق التاريخ فسيقودونكم يوما للوثينة، عبادة الظواهر الطبيعية، والخروج للشوارع حفاة عراة كالبهائم تكريما لالهة المطر الشمس القمر الجن الماعز الخ.
التعليقات على الموضوع